عبد الموجود سمير يكتب .. شكرًا للحكم الغاني أن أتاح لنا فرصة اكتشاف عورات الأهلي

عبد الموجود سمير يكتب .. شكرًا للحكم الغاني أن أتاح لنا فرصة اكتشاف عورات الأهلي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

دعونا نعترف بأن الأهلي تعرض لظلم فادح في مباراة الترجي على يد الحكم الغاني جوزيف لامبتي، وساهم بقوة في إقصاء الفريق من دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم.

ولكن بوقفة مع النفس، دعونا نعترف بأن الأهلي لم يعد ذلك الفريق المرعب الذي رأيناه في السنوات الخمس الماضية، وأرهب جميع الفرق الأفريقية التي كانت تدافع على ملعبها خوفا من الهزيمة أمامه.

ورب ضارة نافعة، فقد يكون هذا الخروج هو الوقت المناسب أمام لجنة الكرة بالنادي الأهلي بدفع عناصر جديدة على الفريق الذي بات أكثر من نصف لاعبيه يتخطون حاجز الثلاثين عامًا.

لقد وضح بقوة الفارق الكبير بين فريق الترجي "الشاب" وفريق الأهلي "العجوز"، الذي بات يحتاج للكثير من اللاعبين الشباب، خاصة وأن كرة القدم الحديثة تعتمد على العامل البدني في الأساس قبل أي سيء.

هل لاحظتم معي حالة العصبية التي انتابت لاعبي الأهلي عقب إحراز هدف الترجي، ( قد يكون الهدف استفز لاعبي الأهلي) ولكن هل هذه هي المرة الأولى التي يتعرض لها اللاعبون لمثل هذا الموقف، وهم معتادون على ذلك، فالخطأ كان في الدقيقة الأولى، ما يعني أن المباراة لا زالت أمامهم، وهدف واحد كان يكفي لتأهلهم.

ولكن لاعبي الأهلي لجأوا لهذا لتعويض النقص الذي يشعر به اللاعبون بعدما تراجع مستواهم الفني والبدني، وباستثناء وائل جمعة ( خبروني من كان في مستواه ليس في هذه المباراة ولكن من أول الموسم)، أليس من السذاجة أن يرتكب بركات (35 عاما) خطأ ساذجا بالاعتداء على لاعب الترجي ( وإن كان بالغ اللاعب في وصفها ) ليكلف فريقه اللعب لمدة ساعة بعشرة لاعبين.

وإذا كانت خبرات لاعبي الأهلي لن تفيدهم في هذه المواعيد الكبرى، فأين نحتاجها إذن في مباريات وادي دجلة والجونة وسموحة مع احترامي الكبير لهذه الفرق، ويكفي أن تنظروا إلى وائل جمعة ( الذي كان الأفضل في الفريق ) كم كان في حالة غضب شديدة.

فمهما كان الحكم ظالما فلن يستطيع أن يبعد الأهلي من البطولة لو أدى الفريق الأحمر مباراة كبيرة، ويا ليتنا نأخذ العبرة من المنتخب الفرنسي، الذي تأهل لكأس العالم بلمسة يد، فما كان إلا أن خرج بفضيحة من المونديال، ليتم إقصاء المدرب واللاعبين الكبار، والإتيان بمدرب جديد استطاع إدخال عناصر شابة تتألق بصورة واضحة في تصفيات أمم أوروبا 2012.

الأهلي في احتياج لقرار جريء بإبعاد كل اللاعبين الكبار الذي تراجع مستواهم للغاية، وإدخال كل العناصر الشابة أمثال أمير سعيود، وأحمد شكري، وعبد الحميد شبانة واينو وغيرهم الكثير.

وكم كنت أتمنى تواجد صالح سليم ( رحمه الله ) على رأس مجلس إدارة النادي، فلقد اتخذ مثل هذا القرار بإبعاد اللاعبين الكبار في أوائل التسعينات أمثال طاهر أبوزيد، وربيع ياسن، وغيرهم لتراجع مستواهم.

وإذا كان هذا يخص اللاعبين، فإنني أتمنى أن يتنحى البدري ويترك الفرصة لمدرب جديد يصنع فريقا جديدا للأهلي يستطيع أن يتنافس على البطولات في السنوات المقبلة.

وإذا كان الحكم قد ظلمنا في مواجهة الترجي، فإننا لابد وأن نشكره، حتى يقف مجلس الإدارة وقفة حاسمة، لأن الأهلي لو تخطى هذا الدور، وفاز بدوري الأبطال ( وكانت نسبته في ذلك كبيرة )، لتناسى الجميع كل العيوب في الفريق الأحمر وهللوا بالانتصار الرائع والذي كان سينسينا بالطبع كل العورات في الفريق.

ولا يسعني سوى أن أختم بقوله تعالى (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).