دعوة للتعقل : لا تغلقوا اخر "متنفس" للجماهير من أجل تعصب أعمى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

آخر ما يحتاجه الواقع الرياضي "المتوفي اكلينيكياً" هو أن تتحول الجماهير من الإنتماء..الى الحقد والكراهية. يوماً عن يوم تتحول كرة القدم المصرية والرياضة عامة الى ما انتقدناه دائماً في دول اعتبرناها "همجية" وغير حضارية في تناولها للرياضة.

الرياضة أصبحت في مجتمعنا هي "المتنفس" الوحيد من ضغوط الحياة الكثيرة والمكان الوحيد الذي يعلو فيه الصوت هو الإستادات والملاعب وبعد أن كان تشجيع النادي ينم عن الإنتماء، أصبح اهانة الأندية المنافسة هي "رمز الإنتماء" لأي نادي يكن سواء اسماعيلي أو زمالك أو مصري وحتى الأهلي.

تطرقنا لهذا الموضوع كثيراً على El-Ahly.com وشرحنا أن أسلوب كبت الجماهير وتصعيب مهمتهم في دخول الإستادات ستتحول الى كبت سينفجر في أي مكان وفي أي لحظة وهو أمر منطقي وطبيعي لحل خاطيء لمشكلة الجماهير. فلم تعد تنفع "أفلام" زيارة رئيس نادي لآخر ورفعهم الأيدي أمام كاميرات الإعلام بينما الإحتقان الزائد والتعصب يزداد. ومع غلق الإستادات جماهيرياً والتشدد فيها انتقل التشجيع الى الطرقات والأزقة وتحولت كلمة التشجيع الى "التحطيم".

لا نود أن نلقي باللوم على "جمهور" الزمالك قبل مباراة اليد التي امتلأت مدرجات استاد فيصل فيها قبل المباراة بساعات لتغلق الأبواب وتتحول "شلة المتعصبين" من ضمن هذه الجماهير الآتية للتشجيع الى "تنفيس" ضغوطها وإحباطها على أبواب النادي ومدرجاته ومنشآته لتكمل على السيارات التي كانت حول النادي في هذا الوقت لتحطمها قبل نجاح الأمن "بعد ساعات" من الإمساك بزمام الأمور.

بالطبع يجب أن يلقى كل من أخطأ عقابه لأن ما حدث هو في عرف القانون جنحة وجناية سواء السرقة أو التحطيم أو الضرب. لكن اذا كان هذا هو الحل النهائي لأزمة الجماهير المستمرة فليتوقع الجميع استمرار لهذا المسلسل الدامي مع تزايد في وتيرته.

فالخطأ بالأمس هو في انعدام وجود أي تنسيق بين الأندية جماهيرياً وانحسار التنسيق على الأمور الإدارية للفرق مع ترك الجماهير ترتب أمورها بعشوائية بحتة. وترك قيادة الجماهير من جميع الجهات لنوعية متعصبة لا يهمها سوى "التعليم" على جماهير النادي الآخر بدون التفكير أن نتيجة "الدخلات" المستفزة والتشجيع المهين وتحطيم المنشآت سيؤثر عليه أولاً سواء بإضافة ملف أمني له و"تشريفه" في التخشيبة مع ما تحمل هذه الكلمة من معاني. بالإضافة الى ازدياد التعنت الأمني والتشدد في المدرجات مما سيحول الملاعب الى أماكن لا يسمع فيها سوى صدى الصوت مع عزوف الجماهير الأصيلة والمحترمة عن الحضور.

لنبدأ بأنفسنا كجمهور الأهلي وأن تكون أحداث مباراة كرة اليد بالأمس مثال لما يمكن أن تتحول اليه الرياضة التي نعشقها كجماهير وعلينا التعقل وألا تبدأ حملات "التسخين" والدعوة للإنتقام لأنه كلام "خايب" وسيضر بنا كصرح عملاق استمر منذ 1907 حتى الآن.

من جاء وحطم ومزق وكسر هي مجموعة عمياء بالتعصب لا تمثل جمهور الزمالك الذي جاء وساند الأهلي أمام الشبيبة والذي يجلس بجوار جمهور الأهلي والإسماعيلي في مباريات المنتخب. وجمهور الزمالك قد يكون من ضمنه أخيك أو زميلك في الدراسة أو العمل أو صديقك أو قريب لك وسكب الزيت على النار سيكون من ضروب الجنون لأن "العملية مش ناقصة".

لا يوجد جمهور متعصب لا يخطيء سواء يرتدي أحمر أو أبيض أو أصفر أو أخضر، التعصب واحد ومن لا يرى خطأه ونتيجة عمله يمكنه أن يراجع ما يحدث من أحداث جماهيرية في الملاعب. وحسب خبرتنا بكيفية التعامل مع تلك الأحداث ستكون النتيجة اغلاق "المتنفس" الوحيد للجمهور الحقيقي في الملاعب. وعندها لن نرى "بطولات" ولا كؤوس ولا تشجيع ولا "فيفا" تكتب عنا ولا "يابان" ولا "أبو ظبي" ولا تونس ولا شيء. سنشاهد شرطة وخناقات ومنع صوت الجماهير في التلفزيون واصابات الى أن يحدث ما لا يحمد عقباه.

الحلول

لم يكن ما طرحناه كلاماً "مثالياً" أو بعيد عن الواقعية لمحاولة تهدئة الأمور بعد ما حدث، لكن هو حرص وقلق ألا نتحول الى ما يحدث في الجزائر وروما ومارسيليا والبرازيل وغيرها من المدن والدول التي يسقط فيها قتلى وضحايا في العديد من المباريات.

الحل الأمثل ألا تعتمد الأندية على وزارة الشباب والرياضة ولا على وزارة الداخلية لحل أمور الجماهير وأن يخصص كل نادي جزء من ميزانيته "بدل صرفها على الإعلام واللاعبين الفاشلين" للجمهور. وأن تكون روابط الجماهير تحت مظلة النادي وبتنسيق تام عبره. فلو بالأمس كان هناك أي نوع من التنسيق بين لجان الجماهير في الأهلي والزمالك لما جاء مشجعين يزيدوا عن سعة الصالة بالآلاف ولما توجهت هذه الجماهير الى التحطيم لو كان هناك قيادة جماهيرية تردعها وتعي خطورة ما تفعله.

لقد مللنا مشاكل وأزمات جماهيرية في كل مباراة بغض النظر عن أطرافها، ونأمل أن يكون التعقل سمة الفترة القادمة وأن يكون ما حدث بالأمس درساً للجميع، فما حدث من تلفيات بآلاف الجنيهات في الأهلي قد يتكرر غداً في الزمالك وبعد غد في بورسعيد وبعده في اسكندرية حتى "يفوق" الجميع بأن الجماهير لها حق يجب احترامه وتنظيمه والتنسيق معه.

دعوة لجمهور الأهلي بعدم رد الخطأ بخطأ

وفي النهاية ندعو جميع روابط الأهلي وجماهيره بالتعقل وعدم الإنسياق الى أي رد يصحح الخطأ بخطأ أكبر، ولنتذكر الأسماء التي شيدت هذه القلاع كمحمد حسن حلمي ونور الدالي في الزمالك ومختار التتش وصالح سليم في الأهلي ولنكن على قدر كاف من الوعي لعدم رد العنف بعنف مماثل لأننا سنهين أنفسنا ورموزنا ومبادئنا...نحن انتمائنا للأهلي وتشجيعنا يجب أن يكون موجه للأهلي مع احترام جميع الأندية لنكن السباقين في قيادة الواقع الرياضي الى بداية أفضل..ولنطبق كلمة "نحن من نصنع النجوم ولأجلنا تلعب ..الرياضة"