براعة الداهية "مورينيو" توقف سحر "ميسي" .. وتمنح الانتر فوزا تاريخيًا على البلوجرانا

حول انتر ميلان الإيطالي تأخره بهدف أمام ضيفه برشلونة الأسباني إلى فوز تاريخي (3ـ1)، في المباراة التي جرت بينهما مساء الثلاثاء على ملعب سان سيرو، في ذهاب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

تقدم برشلونة أولاً عبر بيدرو رودريجيز في الدقيقة الـ 19، قبل أن يرد أصحاب الأرض بثلاثية تاريخية تناوب على تسجيلها، الهولندي ويسلي شنايدر، والبرازيلي مايكون سيسيناندو، والأرجنتيني دييجو ألبرتو ميليتو في ق( 30، 48، 61).

وبات الفريق الإيطالي على أعتاب الانتقال للمباراة النهائية للمرة الأولى منذ 37 عامًا، ومن ثم التتويج باللقب للمرة الأولى منذ 45 عامًا.

وكان الفريق الإيطالي قد توّج بلقب المسابقة في عام 1965عندما قاده أشهر مدرب في تاريخه هيلينيو هيريرا إلى اللقب المرموق، ومنذ ذلك العام بلغ انتر ميلان النهائي مرتين عام 1967، وخسر أمام سلتيك الاسكتلندي 1-2، وعام 1973 وخسر أمام أياكس أمستردام الهولندي صفر-2.

ويتعين على الفريق الأسباني الفوز بهدفين نظيفين، أو الفوز بفارق ثلاثة أهداف، من أجل المرور إلى اللقاء النهائي للمرة الثانية على التوالي، والثالثة في آخر أربع أعوام، وهو أمر يبدو صعبًا في ظل إجادة الفريق الإيطالي الأساليب الدفاعية، وتقديمه لمباريات رائعة خارج قواعده، حيث تغلب على تشيلسي الإنجليزي في لندن في ثمن النهائي بهدف نظيف، وسبارتاك موسكو في ربع النهائي بذات النتيجة.

وكان الفريقان قد التقيا ضمن دور المجموعات هذا الموسم، وانتزع الفريق الكاتالوني التعادل السلبي في عقر دار انتر ميلان، قبل أن يتغلّب عليه 2- صفر على ملعب كامب نو.

وواجه برشلونة ظروفًا سيئة أثرت على مردوده في اللقاء لأنه توجب عليه أن يتوجه براً إلى مدينة ميلانو لتوقف حركة النقل الجوي في معظم الدول الأوروبية بسبب بركان أيسلندا، وبالتالي استقل لاعبوه حافلتين توقفتا أمس الأحد في مدينة كان على الساحل الجنوبي الفرنسي قبل أن يكملا الطريق اليوم إلى مدينة ميلانو علماً بأنهم سيقطعون مسافة ألف كلم.

وكان للمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو دور كبير في نتيجة اليوم، إذا أنه أحكم الحصار على لاعبي الفريق الكتالوني ليونيل ميسي وتشافي هيرنانديز، وإبراهيموفيتش وجاءت الخطورة فقط من بيدرو رودريجيز والذي هدف برشلونة الوحيد.

كما كانت لتدخلات المدرب الداهية بين شوطي المباراة دورها المؤثر في تعديل النتيجة، عندما أفاد لاعبيه بكيفية التعامل مع أسلوب دفاع برشلونة، ونجحوا في اختراقه مرتين، وسجلوا الهدفين الثاني والثالث.

جاءت الدقائق الأولى من المباراة، خالية من أي إثارة، واستمر الفريقان في تبادل الكرة في وسط الميدان في محاولة للسيطرة عليه، حتى كانت الدقيقة الـ 17 عندما تسلم الكاميروني كرة في وسط الميدان، واخترق بها إلى منطقة الجزاء، وسدد كرة قوية من على حدود منطقة الجزاء، لترتد من يد فالديز ليقابلها ميليتو بالتسديد بجوار القائم.

ولكن الرد الكتالوني كان قاسيًا وعنيفًا عندما اخترق لاعب الانتر السابق ماكسويل من الناحية اليسري، وأعاد الكرة إلى الخلف ليقابلها بيدرو بالتسديد على يسار سيزار في ق (20).

وفي ق(22) أساء المدافع البرازيلي لوسيو استقبال كرة عرضية أرسلها الهولندي شنايدر برأسه بجوار القائم، في محاولة أخرى فاشلة للفريق الإيطالي.

واعتمد مدرب الفريق الكتالوني جوسيب جوارديولا على وقف خطورة مهاجمي الانتر، بالتشديد على مدافعيه باللعب على خط واحد، وهو ما نجح فيه المدافعون، وفشل المهاجم الأرجنتيني دييجو ميليتو في كسر هذا التسلل في أكثر من كرة.

وفشل دييجو ميليتو في تعديل النتيجة عندما أضاع فرصة هدف محقق في الدقيقة الـ 27، بعدما انفرد على إثر تمريرة من شنايدر، وسددها اللاعب بغرابة بجوار القائم.

وكنتيجة طبيعية لضغط الانتر، أعاد الهولندي ويسلي شنايدر أصحاب الأرض للمباراة مرة أخرى، بعدما أحسن استغلال تمريرة من دييجو ميليتو داخل منطقة الجزاء، وسجل هدف التعديل في الدقيقة الـ 30.

وجاءت الدقائق التالية عقب إحراز الهدف متوازنة بين الفريقين لينحصر اللعب في وسط الملعب فندر التهديد على المرميين.

وجاء الشوط الثاني ساخنًا من جانب أصحاب الأرض، وسرعان ما سجلوا هدف التقدم، عندما نجح ميليتو هذه المرة في اختراق دفاع برشلونة، ومرر الكرة للقادم من الخلف الجناج البرازيلي مايكون الذي نجح في استغلال الكرة وتسجيل الهدف الثاني في الدقيقة الـ 49.

وزاد إيقاع اللعب في هذا الشوط عما كان عليه في الشوط الأول، وسيطر عليه الفريق الانتراوي، فيما حاول برشلونة لملمة الأوراق مرة ثانية.

وظهر ميسي للمرة الأولى في المباراة في الدقيقة الـ 53، عندما سدد كرة قوية من على حدود المنطقة تصدى لها الحارس البرازيلي للانتر سيزار بصعوبة، قبل أن يبعدها الدفاع.

وكان بيدرو رودريجيز قريبًا من تعديل النتيجة في الدقيقة الـ 54 عندما استغل كرة عرضية، وسدد برأسه قوية يتصدى لها ببراعة سيزار.

وواصل البطل الإيطالي براعته في الشوط الثاني، وتوج دييجو ميليتو مجهوده الرائع في المباراة، ونجح في تسجيل الهدف الثالث بعدما أرسل صامويل ايتو كرة عرضية هيأها الهولندي شنايدر برأسه إلى ميليتو الذي قابلها ببراعة في الشباك في ق(60)، قبل أن يودع دييجو ميليتو المباراة في الدقيقة الـ 75 للإصابة.

وكان بيدرو قريبًا للمرة الثانية من تقليص الفارق في الدقيقة الـ 77، عندما استغل كرة في منطقة الجزاء، وسدد قوية ومنعه الدفاع من بغيته.
وظهر ميسي للمرة الثانية في اللقاء في الدقيقة الـ 79 عندما تصدى لتنفيذ ركلة حرة من على حدود منطقة الجزاء يتصدى لها سيزار ببراعة.

وواصل الفريق الكتالوني ضغطه الشديد، ولكن الفريق الإيطالي واجهه بدفاع قوي وصلد.

وأضاع شنايدر فرصة ذهبية لتوسيع الفارق عندما استغل تمريرة طولية في الدقيقة الـ 85، ولكنه فشل في السيطرة على الكرة، وتخرج إلى خارج الميدان.

وأضاع جيرارد بيكيه كرة ذهبية لتقليص الفارق في الدقيقة الـ 86، إلى أن أنهى الحكم المباراة بفوز تاريخي للانتر.

ميرسى على التغطية يا مايسترو
وان شاء يعوض البارسا فى الاياب