الحلم الابيض مستمر

سارت مباراة الإمارات و كوستاريكا التى أقيمت على ملعب القاهرة الدولى يوم
السبت 10 أكتوبر /تشرين الأول، على درب أغلب مباريات الدور ربع النهائى من
مسابقة كأس العالم تحت 20 سنى مصر 2009 FIFA و التى إمتدت أغلبها للوقت
الإضافى مما أضفى طابع من الإثارة على المباراة الأخيرة فى هذا الدور و
التى شهدت كذلك الهدف الذى سجل فى أكثر وقت متأخر من عمر مباريات البطولة
و كان تحديدا فى الدقيقة 122 !

كان المنتخب الإماراتي هو البادئ بالتسجيل عن طريق اللاعب أحمد على و لكن
سريعا ما تعادل منتخب التيكوس برأسية جميلة لخوسي مارتينيز و وصلت الدراما
لأقصاها فى النفاس الخيرة حينما حسم اللاعب ماركوس أورينا النتيجة فى
الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع من عمر الشوط الرابع الإضافى لهذا
الماراتون الطويل

اللقاء كان قويا بالفعل و خاصة من جانب المنتخب الإماراتي الذى قدم واحدة
من أفضل مبارياته فى تلك المسابقة، إذا لم تكن الأفضل لأبناء الخليج و
كانوا الفريق الأفضل فى أغلب فترات المباراة و لكن رعونة مهاجميهم و تألق
الحارس الكوستاريكى ألفارادو حال دون تحقيق مبغاهم.

المباراة كانت سباق مثير لبطل القارة الأسيوية و حامل اللقب المماثل عن منطقة الكونكاكاف.

و خاضها المنتخب الإماراتى وسط مساندة كبيرة من جمهوره و كذلك جمهور البلد
المضيف و لم تكن هناك أى كلمات تكفى لمواساة حمدان الكمالى قائد المنتخب
الإماراتى الذى قدم مباراة رائعة و كان من أفضل اللاعبين على البساط و
لكنه يتحمل الجزء الأكبر من الخطأ الذى نتج عنه الهدف القاتل لمنتخب
كوستاريكا حينما أرجع الكرة قصيرة لحارس مرماه يوسف عبد الرحمن ليستغلها
المنتخب الكوستاريكى و عن ذلك قال الكمالى: "هذه هى كرة القدم، أحيانا قد
لا تكون منصفة و هو جزء من المتعة فيها و رغم ان الخسارة كانت مؤلمة لنا
فإننى شعرت أنه لم يكن فى مقدورنا تفاديها و خاصة ان توقيت الهدف كان
قاتلا"

و إعتبر الكمالى ان الخطأ كان مسئولية مشتركة بينه و بين حارس مرماه "
المسئولية مشتركة بينى و بين عبد الرحمن نتيجة لفقر التواصل بيننا فى
اللحظات الحاسمة"

و من جانبه فإن مدرب الإمارات مهدى رضا يشعر بغصة كبيرة نتيجة لفشل فريقه
للوصول للمربع الذهبى. "الخسارة بتلك الطريقة لهو أمر صعب للغاية. لقد
قدمنا أداء مميز و الكل يعلم اننا كنا الأحق بالتأهل و لكنى راض تماما عما
قدمناه فى تلك البطولة و لن أبدو مبالغا إذا ما أكدت ان الإمارات كان جدير
بالتواجد فى المربع الذهبى"

و كانت إنطلاقة "شباب الأبيض" مثيرة فى تلك البطولة و وضحت روح الإصرار
التى يتحلى بها رفاق الكمالى منذ يومهم الأول، فبعدما كانوا متأخرين
بهدفين أمام منتخب جنوب أفريقيا، تمكن المنتخب الإماراتى من تحقيق عودة
رائعة بإدراك التعادل فى الدقائق الثلاث الأخيرة من عمر المباراة.

و قاد الهداف البارع أحمد خليل رفاقه مبكرا للدور الثانى حينما سجل الهدف
الفاصل فى مباراة فريقه مع منتخب هندوراس و هو ما دفع المدرب الوطنى رضا
الى إراحة ذياب عوانه فى مباراته الأخيرة مع المنتخب المجرى و التى خسرها
الفريق الإماراتى بهدفين دون رد من المنتخب المجرى المتأهل للدور قبل
النهائى فى تلك البطولة.

و لكن أثبتت المواجهة التالية رجاحة فكر المدرب حينما قاد عوانه رفاقه
للفوز على فنزويلا بهدفين لهدف و هو ما اعتبره اللاعب فى ذلك الوقت و قبل
مواجهة كوستاريكا إنجازا فى حد ذاته لبلاده. "لقد عادلنا اليوم أفضل إنجاز
حققته الكرة الإماراتية من قبل فى بطولات ال FIFA بالتأهل للدور ربع
النهائى من إحدى مسابقاتها كما فعل رفاق إسماعيل مطر عام 2005 و لكننا
نأمل حتى فى الذهاب لما هو أبعد من ذلك"

إسدل الستار عن المغامرة الإماراتية على أرض الكنانة و لكن يمكن القول ان
"شباب الأبيض" كانوا على مستوى تطلعات جماهيرهم و يمكن ان يعودوا لديارهم
معززين مكرمين بعد ما قدموه من جهد و بذلوه من عرق. و المؤكد ان المستقبل
مزهر للكرة الإماراتية و خاصة فى ظل تحقيق هذا الإنجاز بسواعد إماراتية
خالصة بوجود كذلك المدرب الوطنى مهدى رضا على رأس الإدارة الفنية لهذا
الفريق و هو ما يجعل الإماراتيين يتطلعون للمستقبل بتفاؤل بوجود هؤلاء
الشبان الرائعين و كذلك إدارة فنية وطنية مما يبشر بعهد جديد لمدربى
الإمارت الوطنيين التى طالما ما اعتمدت على الخبرات الأجنبية. و المؤكد ان
لاعبين مثل أحمد خليل و ذياب عوانه و حمد الكمالى و على مبخوت و أحمد على
سيجدون طريقهم قريبا جدا للفريق الأول "للأبيض".

و المدهش ان الإمارات ستشارك كذلك فى نهائيات كأس العالم تحت 17 سنة
نيجيريا 2009 FIFA و التى ستنطلق فعاليتها بعد أيام قليلة هو ما يدخل
الطمأنينة على مستقبل كرة القدم فى هذا البلد الرائع.

تسلم ايدك

» الفريق المصرى يرتدى الزى الأحمر والجزائرى بالزى الابيض
» الحلم الضائع
» اغنيه ساندي - الحلم
» كليب ساندي - الحلم
» إصابات الأهلي عرض مستمر