لهذه الأسباب.. كأس الأمم أهم من التأهل لكأس العالم

نعم، لم نتأهل إلى كأس العالم. نعم، حزننا جميعا لهذا. ولكن ماذا بعد؟ أليس أمامنا كأس الأمم لكي نهتم بها؟المشكلة أن هناك من يصور التأهل لكأس العالم على أنه غاية المراد من لعب الكرة، وأن جميع الإنجازات تتضاءل بجانب هذا الإنجاز العظيم، وأنه إذا لم نستطع التأهل إلى كأس العالم فلننس أي بطولات قارية حققناها، فهي بطولات الصغار، أما إنجاز الكبار الحقيقي فهو التأهل لكأس العالم. الكثيرون يرددون هذا المعنى بشكل متكرر، ربما بغرض جلد الذات والمحاولة الدائمة للتأكيد على أننا فاشلون لا نصلح لشيء، وربما لأننا حصلنا على كأس الأمم بما يكفي، بينما لم يرتو ظمؤنا بعد بالتأهل إلى كأس العالم. لهؤلاء أقول أنهم مخطئون، لأن الفوز بكأس الأمم أهم من التأهل لكأس العالم. ولا أقول هذا لمجرد أننا خرجنا للمرة الخامسة على التوالي وفشلنا في التأهل، فهذا رأيي الذي أؤكده منذ فترة بعيدة، ولكن لم تتح لي الفرصة لأسجله عبر هذا الموقع. الفوز بكأس الأمم أهم من التأهل لكأس العالم، وذلك للأسباب الآتية: 1- كأس الأمم لها فائز واحد، بينما كأس العالم له خمسة متأهلون.ما الذي يعنيه هذا؟ يعني أنك حين تفوز بكأس الأمم، فمن السهل عليك أن تقول أنك أفضل منتخب في القارة. وإذا ادعى منتخب آخر أنه الأفضل فيمكنك أن تسأله بسهولة: ولماذا لم تفز بها إذن؟ صحيح أنه بشكل عملي فالفائز ببطولة ليس من الضروري أن يكون أقوى فريق شارك فيها على الإطلاق، ولكن هذا صحيح نظريا على الأقل. وبالمقاييس الرقمية البحتة، فأنت أقوى فريق في القارة، أنت بطل القارة، وأنت الذي سيذكر اسمك حين تذكر القارة على مستوى اللعبة.هذا في الوقت الذي يتأهل لكأس العالم فيه من إفريقيا خمس منتخبات، كانوا ثلاثا في الماضي ولكنهم أصبحوا خمسا. فإذا أنت تأهلت إلى كأس العالم، لن تستطيع أن تدعي أنك أفضل منتخب في القارة. أقصى ما يمكن أن تدعيه هو أنك من أفضل خمس منتخبات في القارة، ولكن ما الذي يقول بأنك الأفضل؟ لم لا تكون الثاني أو الثالث أو حتى الخامس؟ أنت لم تلاعب الفرق الأربعة الأخرى، فكيف تدعي أنك أفضل منهم؟ هذا هو الفارق الأول والذي من خلاله يتضح أن بطل القارة هو بطل وحيد منفرد متربع على القمة، بينما المتأهلون لكأس العالم هم خمس فرق لا يستطيع أيهم أن يكون الأفضل لمجرد تأهله 2- بطل كأس الأمم فاز على جميع منافسيه، بينما المتأهل لكأس العالم لم يفعل.ما الذي يعنيه هذا؟ يعني أنك حين تفوز بكأس الأمم، فإن هذا يستدعي بالضرورة فوزك على جميع فرق القارة، سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر. بشكل مباشر يعني فوزك عليه في المواجهة المباشرة بينكما، وبشكل غير مباشر يعني أنك قد فزت على من فاز عليه، أو فزت على من فاز على من فاز عليه، وهكذا.لا يمكن أن تفوز بالبطولة إلا إذا حققت هذا المبدأ، هذه مسألة منطقية بحتة. أنت فزت على الكاميرون، يمكنك القول إذن أنك أفضل من الكاميرون. ولكن هل أنت أفضل من غانا؟ أنت لم تلاعب غانا لكي تدعي هذا، ولكنك بالفعل قد فزت على الكاميرون التي كانت قد فازت على غانا، إذن فقد فزت على غانا بشكل غير مباشر. أنت لم تلاعب نيجيريا، ولكنك فزت على الكاميرون التي فازت على غانا والتي بدورها كانت قد فازت على نيجيريا، إذن فقد فزت على نيجيريا بشكل غير مباشر.بهذا المنطق يمكننا الرد على من ادعى أن مصر قد فازت بكأس الأمم عامي 2006 و 2008 لأن الجزائر لم تتأهل لهما. فالجزائر كانت قد حلت ثانية في مجموعتها في تصفيات بطولة 2008 بعد غينيا - وخسرت الجزائر على ملعبها من غينيا بهدفين - ، وفازت كوت دي فوار على غينيا بخماسية في كأس الأمم، بينما فازت مصر على كوت دي فوار برباعية مقابل هدف. يمكننا تخيل نتيجة المواجهة بين مصر والجزائر في ذلك الوقت إذن! هذا بالنسبة لكأس الأمم. فماذا عن تصفيات كأس العالم؟حين تتأهل لكأس العالم فليس معنى هذا أنك أفضل فريق في القارة، ولكن ليس معناه أنك من أفضل خمس فرق في القارة أيضا. لماذا؟ لأنك لم تتغلب على باقي فرق القارة، لا بشكل مباشر ولا بشكل غير مباشر. فقد يكون حظك السعيد قد أكرمك بمجموعة ضعيفة في التصفيات، فوجدت نفسك مع رواندا وبوروندي وغينيا بيساو، في حين كانت هناك مجموعة أخرى تضم كوت دي فوار والكاميرون وغانا ونيجيريا. صحيح أن هذا صعب عمليا نتيجة أن القرعة تضع في حسابها مستويات الفرق، ولكن أحيانا ما يكون هناك فريق ضعيف قد علا تصنيفه مؤخرا نتيجة بعض النتائج الإيجابية التي حققها في الفترة الأخيرة والعكس صحيح، ثم إن المثال يجب أن يكون متطرفا لكي يتضح المعنى المراد إيصاله. هب أنك تأهلت من المجموعة الأولى وتأهلت كوت دي فوار من المجموعة الثانية، مع ثلاث فرق أخرى. فهل يعني هذا أنك من أفضل خمس فرق في القارة؟ لا يمكن الجزم بهذا، فأنت لم تلاعب الكاميرون أوغانا أونيجيريا لكي تدعي أنك أفضل منهم، فكيف تؤكد أنك من أفضل خمس فرق؟ هذا هو الفارق الثاني المهم، وهو أن فوزك بكأس الأمم يعني بالضرورة تخطيك باقي فرق القارة أجمعين سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، أما في حالة التأهل لكأس العالم فأنت لم تتخط فرقا كثيرة قد تكون أقوى منك، والحظ يلعب دوره هنا. 3- كأس الأمم بطولة، أما التأهل لكأس العالم ليس ببطولة! هذه نقطة بديهية، ولكن التأكيد عليها ضروري لأهميتها. حين تفوز بكأس الأمم الإفريقية فأنت قد فزت ببطولة، حصلت على لقب، رفعت كأسا أو حملت درعا وعدت به ووضعته في خزانة كؤوسك. أما التأهل لكأس العالم فهو مجرد تصفيات وليس بطولة، تصفيات تؤهلك إلى اللعب في البطولة، وليس بطولة في حد ذاته. أي بطولة في العالم لها بطل وحيد، وبما أن التصفيات ليس لها بطل وحيد فهي ليست ببطولة. أيمكننا مقارنة إنجاز الفوز ببطولة بإنجاز التأهل إلى بطولة؟صحيح أن البطولات تختلف، فبالتأكيد أن الفوز ببطولة الدوري في موزمبيق مثلا لا يقارن بالتأهل إلى كأس العالم للأندية، ولكن المقصود حين تكون المقارنة على نفس المستوى، أي على مستوى المنتخبات مثلا في نفس القارة وبين نفس المتنافسين. أن تحرز بطولة فقد أصبحت بطلا، أما أن تتأهل فقد مررت من مرحلة إلى مرحلة أخرى تليها، ليس أكثر! هذا بالطبع ليس تقليلا من شأن التأهل لكأس العالم، فهو إنجاز لا يمكن إنكاره، ولكننا في معرض المقارنة بينه وبين الفوز بكأس الأمم، وهي مقارنة أراها ظالمة، للتأهل بالطبع! فنحن إذا نظرنا إلى الفترة بين 2002 و 2006 ، وأردنا أن نعقد مقارنة بين إنجازات دولتين مثل بولندا واليونان، فكيف ستكون النتيجة؟ النتيجة أننا سنذكر اليونان على أنها بطل أوروبا لعام 2004 ، بينما ليس لبولندا إنجاز يذكر سواء على الخريطة الأوروبية أو الدولية، هذا برغم أن بولندا تأهلت إلى كأس العالم مرتين متتاليتين عامي 2002 و 2006 ولكنها خرجت من الدور الأول في البطولتين، في الوقت الذي لم تتأهل فيه اليونان إلى أيهما! فهل يشفع هذا لبولندا لكي ندعي أنها صاحبة إنجاز أكبر من اليونان، في تلك الفترة على الأقل؟ ألا يجعلنا كل هذا نضع تصفيات كأس العالم خلف ظهورنا، بعد أن انتهت بحلوها ومرها، ونلتفت إلى كأس الأمم القادمة والتي علينا فيها المحافظة على لقبنا، وتحقيق رقم قياسي جديد يصعب على أي منتخب آخر أن يحققه على المدى المنظور، فضلا عن أن يتخطاه؟

منقول .. yallakora

» صحيفة جزائرية:الجزائريون يطالبون بدعوة أبوتريكة لحضور إحتفالية التأهل لكأس العالم
» مصدر : البدري طلب التحدث مباشرة مع يولا لهذه الأسباب .. ولن يحدد مصيره قبل ساعات
» مدرب المولودية: لازلنا نملك فرصة للتأهل والوداد الأقرب للصعود لهذه الأسباب
» البدري: الأغا مهاجم متميز فنياً ولكننا سنؤجل الصفقة لنهاية الموسم لهذه الأسباب
» سمير زاوي: لهذه الأسباب أرغب في تولي شحاتة تدريب الخضر .. والمعلم يرد : تدريب الجزائر