المصريون ينظرون لمقاعد البدلاء

المصريون ينظرون لمقاعد البدلاء

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


قبل شهرين من الآن، وجه الإعلام المحلى فى مصر أسهم نقده للمدرب التشيكى سوكوب بسبب تفريط الأخير فى لقب دورة ودية خاضها الفريق فى كوريا الجنوبية لإصراره على إشراك اللاعبين البدلاء



و خسر الفراعنة الصغار اللقب الودى فى كوريا بخسارتهم من أصحاب الملعب و لكنهم حققوا مكاسب جمة، جنى سوكوب ثمارها على أرض الكنانة و فى الحدث الأهم و هو كأس العالم تحت 20 سنة مصر 2009 FIFA و أثبت رجاحة فكره و خبرته التى لا يستهان بها



فالرجل الذى قاد بلاده - جمهورية التشيك- للدور النهائى قبل عامين فى كندا يدرك جيدا ان المنافسة على الألقاب العالمية تتعذر على من لا يملك النفس الطويل و الزاد الكافى من اللاعبين و هو ما حاول سكوب تحضير الفراعنة الصغار له قبل البطولة



و ربما لم يدرك الكثيرين حجم المعاناة التى واجهها الفريق المصرى فى الدور الأول من تلك المسابقة بسبب التساقط الغريب للاعبيه لأسباب مختلفة حتى ان الفريق واجه إيطاليا فى مباراة حاسمة و هو ينقصه أربعة من لاعبيه الأساسيين و هم أحمد حجازى و صلاح سليمان و محمود توبة للإصابة و حسام عرفات للإيقاف بينما لم يستعيد بعد مصطفى جلال لاعب إنبى و أحد أهم عناصر الفريق لياقته الكاملة، و رغم ذلك لم يبد التأثر على أصحاب الملعب الذين قدموا مباراة كبيرة أمام منافسهم، بل ان الأسماء البديلة التى دفع بها سوكوب فى تلك المباراة كانت هى الأفضل و تقمصوا شخصية الأبطال و منهم هشام محمد الذى شارك كأساسى للمرة الأولى و حصل على لقب رجل المباراة أمام الأزورى ، و بالأخص أحمد شكرى و بوجى أصحاب الأهداف الأربعة.



لم يظهر اللاعبان اللذان تقاسما أهداف فريقهم أى رهبة فى الظهور أمام تلك الجماهير الغفيرة أو قلق من المسئولية الضخمة التى القيت على عاتقهم كما صرحا لموقع FIFA.com



" الوضع يختلف تماما عما يكون عليه و أنت جالس على مقاعد البدلاء، فبداية مباراة وسط زئير ما يزيد عن 60 ألف متفرج هو أمر مثير للغاية و محفز فى الوقت نفسه" و لكن احمد شكرى لاعب الأهلى لم ينكر فى الوقت ذاته الصعوبات التى واجهته بصفة شخصية و كذلك زملائه فى تلك المباراة الدرامية أمام إيطاليا.



"فى العشر دقائق الأولى، كنت أشعر برهبة كبيرة و خاصة تجاه المسئولية الملقاة على عاتقى من قبل تلك الجماهير الوفية و لكن بمرور الوقت، بدأ تركيزي ينصب على المباراة و بذلت مجهود فوق العادة لأننى وضعت صوب عينى هدف واحد و هو ضرورة الفوز لأنه كان خيارنا الوحيد"



و لكن بعدما سجل شكرى هدفين لمنتخب بلاده فى الشوط الأول، تراجع كثيرا أدائه فى الفترة الثانية و أكثر من الاحتفاظ بالكرة و هو ما فسره بالتالى



" لقد أهدرت الكثير من طاقتى فى الشوط الأول حيث كنت أجرى فى جميع أرجاء الملعب بسبب الحماس الزائد و نقص خبرتى و شعرت بالإرهاق فى الشوط الثانى و قد كنت مضطرا للإحتفاظ بالكرة لأن المساحات اتسعت بيننا كلاعبين و هى أمور يجب علينا تفاديها قبل مباراة كوستاريكا"



و بالإضافة الى ذلك فإن أحمد فتحى الشهير "ببوجى" - و الذى حمل على هذا المسمى كناية عن شخصية شهيرة لبرامج الأطفال- يصر على ان فريقه مازال فى حاجة لبذل مزيد من الجهد لعلاج أخطائه الدفاعية و خاصة فى الكرات العالية و التى يجد الفريق صعوبة كبيرة فى التعامل معها.



" نحن نتطور من مباراة لأخرى و لكن يجب علينا أن ندرك أن البطولة كذلك تزداد صعوبة و لن يكون فى مقدورنا تحمل نفس الهامش من الأخطاء لأنه لن يكون هناك مجال للتعويض"



و فى من ناحية أخرى أعرب المهاجم عن سعادته لمواجهة منتخب كوستاريكا مع التأكيد على إحترامه الكامل لمنافسه القادم



" إنهم يلعبون كرة ممتعة و سهلة و لا يلجئون لتضييق المساحات أو التركيز على الدفاع كما كان الحال بالنسبة لمنافسينا السابقين، ورغم أننى أدراك بأننى قد لا أشارك من بداية المباراة فإننى كلى ثقة بأنها ستكون مواجهة مثيرة و مليئة بالأهداف"



غير ان طموحات شكرى و بوجى تختلف فيما يخص مستقبلهم بعد هذه البطولة، ففى الوقت الذى يصبو فيه شكرى لأن يجد لنفسه مكانا أساسيا فى تشكيلة فريقه الأهلى المصرى، فإن بوجى يأمل فى ان تكون تلك البطولة هى تذكرة مروره لأحد الأندية الأوروبية و خاصة لقناعته بصعوبة المنافسة مع المهاجمين الكبار لناديه عمرو زكى و ميدو



و تبقى أحلام المصريين معلقة بما يمكن ان يقدمه لهم هؤلاء اللاعبين و و لكنهم فى القوت نفسه لن يتجاهلوا هؤلاء الجالسين على مقاعد البدلاء، فربما مازال المدرب سوكوب لديه المزيد ليخرجه من جعبته.