كومان، هذا الشبل من ذاك الأسد

كومان، هذا الشبل من ذاك الأسد

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


كان فلادمير كومان صاحب أحد الهدفين اللذين ضمنا انتصار المجر على الإمارات العربية المتحدة بثنائية نظيفة وتأهلها بالتالي إلى ثمن نهائي كأس العلم تحت 20 سنة مصر 2009 FIFA وقد مثل ذلك مصدر فرحة لديه واعتزازا لدى والده.



ويقول كومان بحماس في تصريح لموقع FIFA.com حول هذا التأهل إنه "إحساس استثنائي، حيث شعرنا بأننا نصنع تاريخ كرة القدم في بلادنا، إذ لم يسبق لأي من منتخباتنا الوطنية تحت 20 سنة أن تخطى دور المجموعات".



وتتضاعف مشاعر النشوة والسعادة لدى كومان بعد البداية المتعثرة للمنتخب الذي خسر بثلاثية نظيفة في مباراة الافتتاح ضد هندوراس، إلا أن المجموعة تمكنت من حشد مصادر القوة الضرورية الكامنة في أعماقها لتحقق بعد ذلك انتصارين حاسمين في المجموعة.



ويبرز كومان الدور الذي لعبه والده على صعيد استعادة المعنويات بعد خسارة المنتخب الأولى قائلا: "نموذجي الوحيد هو والدي. إنه يتحلى دائما بالصراحة والعدل اتجاهي . على إثر هزيمة المنتخب الأولى، لم يتردد في مصارحتي بأن أدائي كان سيئا. وكان محقا في قوله. لهذا، أنا سعيد أيضا له لأني أبديت وجها آخر بعد ذلك".



ولد فلادمير كومان في 16 مارس\آذار عام 1989 في أوكرانيا، وهو ابن فولوديمير كومان الذي كان أيضا لاعبا لامعا في كرة القدم الأوكرانية، إلا أنه لم يستفد خلال ثمانينيات القرن الماضي من زخم دور وسائل الإعلام في التعريف بالمواهب، وهو ما يحاول الابن الآن تعويضه بغية تصحيح ما يعتبره أمرا غير منصف حيال والده.



بعد المرور بأكاديميتي لوركو وزومباتلي هالداس، لم يتردد كومان الابن في الالتحاق بالبطولة الإيطالية الأكثر منافسة وانتقائية عام 2005. فكانت البداية مع فئات الشباب التابعة لنادي سامدوريا ثم ما لبث أن استهل مشواره في دوري الدرجة الأولى بعد أيام فقط من احتفاله بإطفاء شمعته الثامنة عشرة. وكهدية له بمناسبة عيد ميلاده، خرج كومان ضمن التشكيلية الأساسية ضد فريق تورينو وتمكن من تسجيل هدف الفوز الذي أهداه بدوره إلى إميليانو بونازولي.



ومنذ ذلك الحين ومواهبه الخلاقة جلبت السعادة لأفلينو (2008-2009) وفتنت جماهير مشجعي فريق باري المعار إليه حاليا.



وحول طريقة لعبه، يقول كومان الذي لا يخفي إعجابه الكبير بالدولي الأسباني تشابي صانع ألعاب برشلونة:"أحب العمل في الظل، حيث يكمن دوري في بناء اللعب انطلاقا من الدفاع. أختفي أحيانا بضع دقائق ثم أعود للظهور من حيث لا ينتظرني أي أحد، هذا هو أسلوبي في اللعب".



هذه الطريقة الخاصة والمتميزة تجعل من كومان حلقة أساسية في الخطة التكتيكية للمنتخب المجري تحت 20 سنة، حيث يتولى أيضا مهمة قيادة التشكيلة بلا منازع.



وحول المنتخب يؤكد كومان أنه "منذ زمن طويل وأنا أقود هذا الفريق وهو ما يضاعف سعادتي بالنتائج الحالية. نحن عصبة زملاء بدأنا مشوارنا مع بعضنا البعض وأعمارنا لا تتجاوز 14 و15 سنة. الجميع يقول أننا أفضل جيل من اللاعبين تشهده البلاد منذ عقود. هذا يسلط علينا الكثير من الضغوط، إلا أنه في الوقت ذاته يمثل حافزا كبيرا".



وهذا يعني أن هؤلاء الشباب يعيشون مع بعضهم البعض منذ أكثر من خمس سنوات وربما نجد في ذلك تفسيراً للجو الداخلي الرائع الذي يبدو أنه يسود وسط المجموعة.



وحول مهمة القيادة وما يترتب عنها، يضيف كومان قائلا: "أنا نشط جدا في مهمتي. أتكلم كثيرا على أرضية الملعب وكذلك خارجه وأثناء حركات التسخين ومعسكرات التدريب بل وأكثر من ذلك. لا أتردد أبدا في الحديث وجها لوجه إبان الاجتماعات العامة وقد أتوجه إلى غرفة أحد اللاعبين للحديث معه على انفراد".



وبدون شك، فإن الحديث يكثر هذه الأيام في الفندق الذي يقيم فيه المنتخب المجري بمدينة الإسكندرية المصرية حول مباراة دربي أوروبا الشرقية في ثمن النهائي بين فريق المدرب ساندور إيجرفاري ومنتخب الجمهورية التشيكية.

وبخصوص هذه الموقعة يقول كومان الابن بثقة تامة لا شك أنها ستمثل مصدر اعتزاز لدى الأب: "إننا نعرف هذا المنتخب حق المعرفة. ونحن ندرك أن المباراة لن تكون سهلة، إلا أننا أيضا على قناعة تامة بأن لدينا ما نقوله. وعلى كل حال، نحن نريد الفوز بلقب هذه البطولة ويتعين علينا بالتالي كسب هذا اللقاء".

thanks alot